فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(45) ثانيا: اسم فاعل من الثلاثيّ ثوى، وزنه فاعل.

.البلاغة:

جناس التحريف: في قوله تعالى: {وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} وجناس التحريف: الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما.

.الفوائد:

انتقاء الألفاظ:
رأينا أن نشير إشارة عابرة إلى مكانة انتقاء الألفاظ في البلاغة والأدب. والحق الذي لامراء فيه أن اختيار اللفظة ووضعها في موضعها حسب المقام ومقتضى الحال تلك موهبة لا تنال بالمراس وحده وملكة لا يؤتاها ألا القليل من الناس. لاسيما وأنت أمام لغة كثرت مفرداتها المترادفة ولكل منها مقام يحدده الذوق وملكة أدبية لا تخضع لقياس. ولا توزن بميزان ولعل كثرة الاطلاع وتعهد النماذج الأدبية الرفيعة بالقراءة وكثرة المداولة مما ينمي هذه الملكة ويهذبها حتى تكتمل أو تدنو من الكمال.
وهي في القرآن الكريم في أعلى مرتبة من حسن الانتقاء وملكة الاختيار.

.[سورة القصص الآيات: 49- 50]:

{قُلْ فَأْتُوا بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}.

.الإعراب:

الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {بكتاب} متعلّق ب {ائتوا} وكذلك {من عند} {منهما} متعلّق بأهدى {أتّبعه} مضارع مجزوم جواب الطلب {كنتم} فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط.
جملة: {قل} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: ائتوا في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنتم صادقين في ما تقولون فأتوا... وجملة الشرط المقدّر مقول القول.
وجملة: {هو أهدى} في محلّ جرّ نعت لكتاب.
وجملة: {أتّبعه} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
وجملة: {كنتم صادقين} لا محلّ لها تفسيريّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
(50) الفاء عاطفة، والثانية رابطة لجواب الشرط {يستجيبوا} مجزوم فعل الشرط، وعلامة الجزم حذف النون {لك} متعلّق ب {يستجيبوا} {أنّما} كافّة ومكفوفة الواو استئنافيّة {من} اسم استفهام مبتدأ خبره {أضل} {ممّن} متعلّق بأضلّ {بغير} حال من فاعل اتّبع {من اللّه} متعلّق بنعت لهدى {لا} نافية.
وجملة: لم يستجيبوا لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
وجملة: اعلم... في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {يتّبعون} في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق.
وجملة: {من أضلّ} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اتّبع} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {إنّ اللّه لا يهدي} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {لا يهدي} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الفوائد:

اسم التفضيل:
رغم أننا تعرضنا لهذه الصيغة من قبل، وإنما نؤثر العودة إليها لبيان بعض الخصائص الهامة فيها:
أ- لاسم التفضيل وزن واحد، وهو أفعل، ومؤنثه فعلى، نحو أفضل وفضلي. وقد حذفت همزة أفعل في ثلاث كلمات، وهي خير وشر وحبّ كقول الشاعر:
منعت شيئا فأكثرت الولوع به ** وحبّ شيء إلى الإنسان ما منعا

وأصل هذه الثلاثة: أخير وأشرّ وأحبّ، وحذفت همزتها لكثرة استعمالها.
ب- شروط صياغته:
لا يصاغ اسم التفضيل إلا من الفعل الثلاثي المثبت، المتصرف، المبني للمعلوم، التام، القابل للتفضيل، على أن لا يكون دالا على لون أو عيب أو حلية.
ج- إذا أردنا صياغة اسم التفضيل من فعل لم يستوف الشروط، أتينا بمصدره منصوبا بعد أشدّ أو أكثر أو نحوها نحو فلان أكثر سوادا من فلان.
د- حالات وروده:
يرد اسم التفضيل على حالات أربع:
1- مجردا من أل والاضافة.
2- معرفا ب ال.
3- مضافا إلى معرفة.
4- مضافا إلى نكره.
ملاحظة قد يرد اسم التفضيل مجردا من معنى المفاضلة، نحو:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ** بيتا دعائمه أعزّ وأفضل

أي عزيزة طويلة وحول اسم التفضيل استثناءات وملاحظات وتفصيلات تجاوزناها لتعود إليها في المطولات.

.[سورة القصص: آية 51]:

{وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة اللام لام القسم لقسم مقدّر {قد} حرف تحقيق {لهم} متعلّق ب {وصّلنا}.
جملة: {قد وجملة القسم وصّلنا} لا محلّ لها جواب القسم المقدّر، المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لعلّهم يتذكّرون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يتذكّرون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.[سورة القصص الآيات 52- 55]:

{الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ (55)}.

.الإعراب:

{الذين} موصول مبتدأ في محلّ رفع {من قبله} متعلّق ب {آتيناهم} {هم} ضمير منفصل مبتدأ ثان في محل رفع {به} متعلّق ب {يؤمنون} وهي خبرهم.
جملة: {الذين آتيناهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {آتيناهم} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {هم به يؤمنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة: {يؤمنون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {هم}.
الواو عاطفة، ونائب الفاعل لفعل {يتلى} ضمير مستتر تقديره هو أي القرآن {عليهم} متعلّق ب {يتلى} {به} متعلّق ب {آمنّا} {من ربنّا} متعلّق بمحذوف خبر ثان ل {إنّ} {إنّا} حرف مشبّه بالفعل واسمه {من قبله} متعلّق بالخبر مسلمين.
وجملة: {يتلى} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {آمنّا به} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّه الحقّ من ربّنا} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة-.
وجملة: {إنّا كنّا} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول- أو تعليليّة-.
وجملة: {كنّا من قبله مسلمين} في محلّ رفع خبر إنّ.
والواو في {يؤتون} نائب الفاعل {مرّتين} مفعول مطلق نائب عن المصدر، وعلامة النصب الياء {ما} حرف مصدريّ، والباء سببيّة.
والمصدر المؤوّل {ما صبروا} في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب {يؤتون}.
{بالحسنة} متعلّق ب {يدرءون} {ممّا} متعلّق ب {ينفقون}- {ما} حرف مصدريّ، أو اسم موصول والعائد محذوف-.
وجملة: {أولئك يؤتون} لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: {يؤتون} في محلّ رفع خبر المبتدأ {أولئك}.
وجملة: {صبروا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
وجملة: {يدرءون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يؤتون.
وجملة: {رزقناهم} لا محلّ لها صلة الموصول {ما} الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة: {ينفقون} في محلّ رفع معطوف على جملة يؤتون.
الواو عاطفة {عنه} متعلّق ب {أعرضوا} {لنا} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ {أعمالنا} ومثله {لكم} خبر المبتدأ أعمالكم {سلام} مبتدأ. مرفوع خبره الجارّ {عليكم} {لا} نافية.
وجملة: {سمعوا} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {أعرضوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قالوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة: {لنا أعمالنا} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لكم أعمالكم} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {سلام عليكم} لا محلّ لها استئناف في حيزّ القول.
وجملة: {لا نبتغي} لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة القصص: آية 56]:

{إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}.

.الإعراب:

{لا} نافية الواو عاطفة في الموضعين {بالمهتدين} متعلّق بأعلم بمعنى عالم.
جملة: {إنّك لا تهدي} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لا تهدي} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {أحببت} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {لكنّ اللّه} لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة: {يهدي} في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من} الثاني.
وجملة: {هو أعلم} في محلّ رفع معطوفة على جملة يهدي.

.الفوائد:

{إنك لا تهدي من أحببت} يبدو أن ثمة إجماعا من المسلمين، على أن هذه الآية نزلت ب أبي طالب عند ما حضرته الوفاة، فقد قال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا عم، قل لا إله إلا اللّه، كلمة أحاجّ بها لك عند اللّه. فقال: يا ابن أخي، قد علمت إنك لصادق، ولكن أكره أن يقال: جزع عند الموت، ولولا أن يكون عليك وعلى بني أبيك غضاضة لقلتها وأقررت بها عينك عند الفراق، لما أرى من شدّة وجدك ونصيحتك، وأنشد:
لولا الملامة أو حذار مسبة ** لوجدتني سمحا بذاك مبينا

ولقد علمت بأن دين محمد ** من خير أديان البرية دينا

ولكني سوف أموت على ملة الأشياخ عبد المطلب وهاشم وعبد مناف.
ولقد جرت هذه الآية مجرى المثل، يتداولها الناس في كل موقف مشابه، كما جرى الكثير من الآيات مجرى المثل. فتأمّل.